دائما، كانت ثمة شكوك في ولاء شيعة العراق لوطنهم، واعتقاد مستمر بولائهم لإيران، الجارة الشيعية. هذه الشكوك بدأت داخل العراق، ونمت مع نمو الدولة العراقية الحديثة، غير أنها أصبحت معطى إقليميا ودوليا، ودراسيا حتى، وربما عززته بعض السياسات التي اتبعتها إيران أو النخب السياسية الشيعية.
هذه المقالة لا تسعى إلى إثبات صحة هذا الولاء أو نفيه، ولا إلى البحث عن مصادر هذه الصورة، وهي مسألة معقدة بكل تأكيد، لكنها تسعى إلى فهم إلى أي حد تحكم مخيال سياسي على هذه الشاكلة بالديناميكيات السياسية لشيعة العراق، أو بردود فعل الغرب (ولا سيما الولايات المتحدة)، أو الدول العربية.
في أثناء «حرب تحرير الكويت» عام 1991 امتنعت الولايات المتحدة عن التدخل لإسقاط نظام صدام حسين، خشية من أن تتولى الحكم في العراق نخبة شيعية